مزارات المدينة المنورة:

 أُسست المدينة المنورة قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام، وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم «يثرب» تقع غرب المملكة العربية السعودية، وتبعد حوالي 400 كم عن مكة المكرمة في الاتجاه الشمالي الشرقي، وعلى بعد حوالي 150 كم شرق البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء ينبع والذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها 220 كم، تبلغ مساحة المدينة المنورة حوالي 589 كم²  منها 99 كم² تشغلها المنطقة العمرانية، أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية، وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراض صحراوية وأخرى زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة. تضم أمارة منطقة المدينة المنورة بالاضافة للمدينة المنورة 8 محافظات أخرى، وهيينبع، العلا، بدر، الحناكية، مهد الذهب، خيبر، العيص، وادي الفرع

تستمد المدينة المنورة أهميتها عند المسلمين من هجرة النبي محمد إليها وإقامته فيها طيلة حياته الباقيةتضم المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار، والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة.

تضم المدينة المنورة ثلاثة من أقدم المساجد في العالم، ومن أهمها عند المسلمين، ألا وهي:

 المسجد النبوي : والذي يُعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، هو المسجد الذي بناه النبي محمد في المدينة المنورة بعد هجرته سنة 1 هـ الموافق 622 بجانب بيته بعد بناء مسجد قباء ، وتعادل الصلاة فيه 1000 صلاة فيما سواه ، كما يحتوي على الروضة الشريفة كما روي في الحديث النبوي (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي)

مسجد قُبَاءٍ:  اول مسجد بني في الإسلام، وضع حجر أساسه نبينا بيديه الشريفتين، ورفع بنيانه المهاجرون والأنصار، وبيَّن الله فضله بقرآن يُتلى إلى يوم الدين ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ﴾.أعظم مسجد في الإسلام بعد المساجد الثلاثة، يقع في ديار بني عمرو بن عوف من الأنصار، يربطه اليوم بالمسجد النبوي طريق المشاة على امتداد 3 كم، يقصده أهل المدينة وزوَّارها للصلاة والتعبُّد فيه اتباعًا لسنة النبي ﷺ وطلبًا للأجر وكان النبي ﷺ يخرج إليه كل سبت راكبًا وماشيًا ليصلي فيه ، وقال ﷺ مبيناً فضل قصده والصلاة فيه: (من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء، فصلى فيه ركعتين؛ كان كعمرة)

ومسجد القبلتين: من أهم المساجد التاريخية في المدينة المنورة، أكرم الله فيه نبيه وأرضاه وحقق رجاءه ومناه، بتحويل قبلة صلاته من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، فقرت عينه بوحي ربه: ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ ،يقع المسجد شمال غرب المدينة، قريبًا من العقيق، عرف باسم مسجد بني سَلِمَة لوقوعه في ديارهم، وهم فرع من الأنصار، ثم سُمِّي بمسجد القبلتين لأن النبي ﷺ جاء لحيهم وصلى بهم فصادف أن جاء الأمر بالتحول من بيت المقدس إلى الكعبة وهو قائم يصلي الظهر فيه إماما بأصحابه، فصلى بالمسلمين ركعتين إلى بيت المقدس ثم أكمل الركعتين الباقيتين مستقبلا المسجد الحرام، ليصبح هذا المسجد من الآثار الشاهدة على حدث من أهم الأحداث في تاريخ المسلمين

مقبرة البقيع: والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة، والتي دُفن فيها الكثير من الصحابة.

جبل أحد :  يمتد هذا الجبل كسلسلة من الشرق إلى الغرب، ويميل نحو الشمال، بأبعاد تقديرية 7 كم طول و 2-3 كم عرض و ارتفاع يصل الى 1077 م . وكان رسول الله ﷺ كثيرًا ما يضرب به المثل لعظم الحجم، كقوله في مدح صحابته والثناء عليهم: “والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصِيفَه

حدثت بجواره واحدة من أعظم معارك الإسلام، وهي معركة أحد التي استشهد فيها ٧٠ من الصحابة، منهم سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

تقع حدود الحرم للمدينة المنورة ضمن المنطقة مابين جبل عير جنوبا ومن الشمال جبل أو جبيل ثور ومن الشرق الحرة الشرقية ومن الغرب الحرة الغربية ويقصد بحدود الحرم المنطقة التي يحرم فيها الصيد وقطع الأشجار ودخول غير المسلمين لها.